نادي بيراميدز هو أحد الأندية الرياضية الجديدة نسبياً في مشهد كرة القدم المصري، ولكنه سرعان ما خطف الأنظار بفضل تطوره السريع واستثماراته القوية. تأسس النادي في عام 2008 تحت اسم “الأسيوطي سبورت” وكان مقره في محافظة بني سويف، وبدأ مشواره في دوري الدرجة الرابعة. بعد موسمين انتقل النادي إلى الدرجة الثالثة، واستمر هناك موسمين آخرين حتى صعد إلى الدرجة الثانية في موسم 2013. وفي موسم 2014-2015، شارك في الدوري المصري الممتاز للمرة الأولى لكنه شهد هبوطًا سريعًا ليعود إلى الدرجة الثانية، إلى أن عاد لمنافسة الدوري الممتاز مرة أخرى في موسم 2017-2018. تم الإعلان عام 2018 عن استحواذ المستشار السعودي تركي آل الشيخ على النادي، الذي غيّر اسمه إلى “بيراميدز” وانتقل إلى القاهرة، مما مثل نقطة تحول كبيرة في تاريخ النادي بدءًا من بناء الفريق وتطوير البنية التحتية وصولًا إلى استقطاب اللاعبين المميزين والمدربين المعروفين.

منذ انتقال ملكيته إلى تركي آل الشيخ، شهد نادي بيراميدز طفرة هائلة في الأداء والنتائج، ليصبح منافسًا شرسًا في الدوري المصري الممتاز. في موسم 2018-2019، نجح النادي في احتلال المركز الثالث في الدوري، مما منحه فرصة اللعب في البطولات القارية مثل كأس الاتحاد الأفريقي. وبلغ النادي نهائي كأس مصر في 2019، قبل أن يخسر بنتيجة 3-0 أمام الزمالك. في المواسم التالية، استمر بيراميدز في تأكيد حضوره القوي من خلال تحقيق مراكز متقدمة في الدوري، والوصول إلى مراحل متقدمة في البطولات القارية، بالإضافة إلى الفوز بأول ألقابه الحقيقية بحصد كأس مصر في موسمه السادس، وهو إنجاز بارز نظرًا لقصر عمر النادي مقارنة بالأندية العريقة في مصر. كما شارك في دوري أبطال إفريقيا وحقق نتائج مثيرة، حيث توج بلقب دوري أبطال إفريقيا بعد 7 سنوات فقط من التأسيس، وهو إنجاز غير مسبوق لفريق يشارك في النسخة الثانية من البطولة فقط.

النادي يتبع استراتيجية واضحة قائمة على الاستثمار المكثف في اللاعبين الموهوبين، سواء المحليين أو الأجانب. خلال فترة إدارة تركي آل الشيخ، تم التعاقد مع أسماء بارزة مثل المصري عبد الله السعيد، البرازيلي كينو، السوري عمر خريبين، والبوركيني إيريك تراوري، بالإضافة إلى تطوير أكاديمية النادي ورعايتها للمواهب الصاعدة بهدف بناء قاعدة ثابتة من اللاعبين الشباب. إداريًا، حرص النادي على الاعتماد على كفاءات مصرية ذات خبرة لتعزيز الأداء التنفيذي، مثل تعيين ممدوح عيد كرئيس تنفيذي، مع تغييرات مستمرة في الجهاز الفني شملت مدربين عالميين مثل الفرنسي سيباستيان ديسابر والأرجنتيني أروابارينا واليوناني تاكيس جونياس، وصولاً إلى الكرواتي داليبور دافور الذي ساهم في تتويج النادي بألقابه القارية.

بيراميدز أصبح نموذجًا لكرة القدم الحديثة في مصر من حيث الإدارة والتمويل والاحتراف، مما زاد من حدة المنافسة في الدوري المصري الممتاز. استثماراته المالية الضخمة ساعدت في تحسين البنية التحتية، بما فيها ملعب التدريب والمنتجع الرياضي الخاص بالفريق على طريق مصر-الفيوم الصحراوي. كما أن النادي يمتلك ملعبه الخاص “ستاد 30 يونيو” الذي أصبح مقرًا للفريق ومكانًا لاستضافة مبارياته. بالرغم من أن النادي ما زال يحاول بناء قاعدة جماهيرية عريضة مقارنة بالأندية التقليدية مثل الأهلي والزمالك، إلا أنه يواصل في استقطاب جماهير جديدة عبر أداءه القوي وإنجازاته السريعة في المنافسات.

بهذه التفاصيل، يمكن القول إن نادي بيراميدز أصبح أحد أبرز قصص النجاح في كرة القدم المصرية المعاصرة، حيث شق طريقه بين العمالقة في فترة قصيرة واستطاع أن يترك بصمة فريدة من نوعها بفضل الاستراتيجية الاستثمارية والاحترافية العالية التي اتبعها على كافة الأصعدة.

مدونتي مخصصة لجماهير نادي بيراميدز، أقدم لكم تغطية شاملة لمباريات الفريق، التشكيلات، أخبار الانتقالات، وتحليلات فنية يومية لتشجيع بيراميدز بكل حب وشغف.

هذا الموقع يجمع فقط المقالات ذات الصلة. لعرض النسخة الأصلية، يرجى نسخ وفتح الرابط التالي:نادي بيراميدز: قصة نجاح استثنائية في كرة القدم المصرية